من أنا

صورتي
الدهر يومان ذا أمن وذا خطـر والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر أما ترى البحر تعلو فوقه جيف وتستقر بأقصى قاعـه الـدرر وفي السماء نجوم لا عداد لهـا وليس يكسف إلا الشمس والقمر

الثلاثاء، 17 يوليو 2012

ياسادة،،،عذرا فالكويت أهم منكم!!


في وسط تلك التجاذبات السياسية ووسط ذلك الصراخ والتغني بحب الوطن كلا بطريقته عادت بي الذاكره لموقف بطله كان والدي رحمه الله وكان في أولى ساعات الغزو تقريبا.
فبعد أن سمع بنداءات إستغاثة كويتنا الغالية من ذلك الغزو الهمجي استشعر رحمه الله عظم حاجة الوطن للتضحية والدفاع وهي ميزة كل الجيل الذي عايش الضنك وصعوبة الحياة وتعب الغوص.
فقد ذهب وهو الرجل العجوز ذي السبعين عاما كي يوقظ ابنه رجل الأمن والذي لتوه انتهى من دورة التخرج وكان في عمر الثامنة  عشرة.
أيقضه من نومه وأمره بالذهاب لمقر عمله فاليوم هو يوم تلبية النداء ولم يره بعدها إلا بعد أربعة أشهر.
وكيف لا وهو من جيل الرعيل الذي عايش كل المخاطر التي عصفت بالكويت ابتداءا من معركة القصر الأحمر حيث كان يبلغ وقتها ثمانية أعوام.
استحضر هذا الموقف ليس لتسجيل مواقف بطولية أو لإيهام القارئ الكريم بأن المواطنة هي حصرية والعياذ بالله ولكن لإبراز دور جيل الآباء والأجداد وكيفية تضحيتهم وحبهم لهذه الأرض فعشقوا حرها وفقرها وعندما أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم بفضله لم ينكروا تلك النعم ويجحدوها.
أتذكره كي يحرك في البعض روح المسئولية وروح الألفة التي أعتقد أنها بدأت تتلاشى.

ما أجبرني على كتابة هذا المقال هو خوفي على وطني والذي يشاركني فيه كثيرون بسبب كثرة التناحر والتجاذبات والتي تعدت بمراحل كثيرة العمل السياسي المهني البحت إلى تصفية الحسابات والخلافات الشخصية.

لقد زادت المواجع في جسد وطننا بسبب بعض أبنائه بقصد أو بغيره وساءت العلاقة التي تربط المجلس بالحكومة فبعد أن كانت جملة لن أطرح الثقة عنك بل أسأل الله أن يطرح البركه فيك وعلاقة الأخوة الصادقة هي السائدة  تحولت إلى التخوين والطعن بالذمم بلا دليل و سند وفما أسهل إلقاء التهم وما أصعب إثبات الدليل.
أصبحت المتاجره بالقبليه والحزبية والطائفية واستحضار نعراتها بما تحمله من أخطار هي البضاعة المفضلة لدى البعض فتعست البضاعة وتعس تاجرها.
 هناك متغيرات كثيرة حولنا هددت كيانات دول تكبرنا حجما وضاعت وسط الفوضى وانعدم أمنها وليس ماعنيناه من ضياع وطننا أثناء الغزو كما أسلفت ببعيد.

ما نحن إلا مركب صغير في بحر عالي الموج يوجب علينا الترفع عن الصغائر وتهييج الشارع بأمور لا تخدم وطننا ولا تأتي بخير.
إن هذا المخاوف أكاد أجزم أنها مخاوف كل الفئة الصامتة من شعبنا والتي تكره الوقوف بالساحات وشتم الآخرين واسلوب التناحر. فالكويت غالية تستحق كل تضحية كما تعملنا من آباءنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق