من أنا

صورتي
الدهر يومان ذا أمن وذا خطـر والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر أما ترى البحر تعلو فوقه جيف وتستقر بأقصى قاعـه الـدرر وفي السماء نجوم لا عداد لهـا وليس يكسف إلا الشمس والقمر

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

رجال من الكويت

هم رجال الكويت الاوفياء الذين عملوا لرفعتها حتى وان كانوا من التجار او رجال الاعمال يبحثون عن الربح نعم ....ولكن ليس كما هو حاصل الان من ابتزاز وغش....
كانوا يبحثون عن الربح الحلال ...كانوا يجلبون اخر المخترعات والاجهزة كي يستفيد منها وطنهم وابنائه....
وفي مقال المدونة الجديد احب ان اقدم هذا التقرير المنشور في جريدة الراي بتاريخ 23 اكتوبر 2010
مع السيد علي مراد يوسف بهبهاني والذي يحكي فيه عن تاريخ والده وفيه كثير من العبر والدروس ...


كان في الكويت عام 1947 قلة من الناس يعرفون أين تقع نيويورك، وكم يتطلب الوصول إليها من أشهر. لكن رجلاً واحداً اسمه مراد يوسف بهبهاني قرر أن يذهب إليها بنفسه، ليدخل إلى أكبر الشركات هناك، ويأتي منها بـ«العجائب» التي غيرت وجه الحياة في الكويت في البدايات الأولى لاكتشاف النفط؛ التكييف والإذاعة والأجهزة اللاسلكية وقبلها الساعات السويسرية وبعدها التلفزيون وغيرها الكثير.لرحلة نيويورك قصة مشوقة، لكن قبلها قصصا أخرى أكثر تشويقاً منذ بداية الحكاية قبل 75 عاماً، حين كان مراد بهبهاني على مقاعد الدراسة يتلقى تعاليمه باللغتين العربية والانكليزية على أيدي كبار أساتذة الكويت. حينها خطر ببال الشاب الطموح ما لم يخطر لأحد، فأرسل كتاباً إلى شركة «أوميغا» السويسرية للساعات يطلب فيها تزويده بساعة قام ببيعها وبأموالها طلب الثانية ومن ثم الثالثة ليصبح وكيلاً لـ «أوميغا»، في وقت لم يكن في الكويت إلا قلة قليلة تعرف ما هي «الأوميغا».البداياتيقول نجله، وخلفه في رئاسة المجموعة، علي مراد بهبهاني «لم يكن والدي يعلم أنه بتلك الرسالة يكتب السطر الأول في تأسيس واحدة من أعرق وأنجح المجموعات التجارية في الشرق الأوسط». حدث ذلك في يوم من أيام العام 1935. وفي هذا اليوم تحديداً من العام 2010، يطفئ علي بهبهاني الشمعة الـ75 للمجموعة التي أسسها ذلك «التاجر» الاستثنائي في تاريخ الكويت.باتت مجموعة ذلك الطالب الشاب تجمع تحت مظلتها وكالة «بورشه» العريقة للسيارات الرياضية و«فولكس فاغن» وأجهزة التكييف «كاريير»، وأكثر من 100 علامة تجارية للساعات والاكسسوارات، فضلاً عن العديد من الأنشطة التجارية والاستثمارية الأخرى. وفي سجلها نمو باهر. ولعل المثال الحي على ذلك هو التفوق على جميع وكلاء «فولكس فاغن» في المنطقة في 2009، حتى دبي التي تبقى أكبر أسواق الشرق الأوسط، وسيطرة «بورشه» على سوق السيارات الرياضية في الكويت بنسبة تتجاوز 50 في المئة.75 عاماً تعني الكثير لمن أتى بالساعات السويسرية إلى الكويت. ربما أتى بها ليسابق الزمن فيجوب بقاع الأرض من العرق إلى فلسطين ومصر ومعظم أنحاء أوروبا... ثم إلى أميركا البعيدة!كانت نيويورك بعيدة جداً في العام 1947. لم يكن هناك مكتب للسياحة والسفر ليدله إلى مسار الرحلة، وكم مرة عليه أي يركب الطائرة والقطار والباخرة، ليصل إلى «أرض العجائب»، لكن مراد بهبهاني كان يرى بذكائه المتوقد ما هو أبعد من الحياة البدائية في كويت الأربعينات. سافر عبر رحلات الطائرات الصغيرة الى البصرة ومنها الى بغداد ومن ثم تل أبيب (قبل النكبة)، ومنها الى مصر وايطاليا ومن ثم بريطانيا، ليستقل باخرة بعدها برحلة استغرقت أياماً الى نيويورك.كان رائد الاكتشافات الكويتي شغوفاً بمظاهر التطور، متسلحاً بتعليمه ولغته الإنكليزية. لو كان بإمكانه أن ينقل نيويورك بكل ما فيها من حداثة في ذلك الزمن لما تأخر. وكانت لديه عين بصيرة. يلاحظ ويستنتج وينتقل فوراً إلى التطبيق.التكييفكانت ملاحظته الأولى أن أهم الاختراعات الأميركية التي تحتاجها الكويت أكثر من أي منطقة أخرى في العالم هي التكييف، فلم يتأخر خلال تلك الرحلة في طرق باب شركة «كاريير»، التي أسسها مخترع التكييف ويليس كاريير في العام 1902. استطاع الرجل الآتي من بلاد اسمها غير معروف في صحراء الجزيرة العربية أن يقنع الشركة بإعطائه أول وكالة بيع خارج أميركا.يروي نجله علي بهبهاني كيف أتى والده بأول جهاز تكييف ووضعه في قصر دسمان، ملتقى ومقصد كبار رجالات الكويت في ذلك الوقت، ليلفت أنظار جميع الزوار ويبدأ بهبهاني بعدها بتسويق تلك الأجهزة تجارياً بالكويت.كان جهاز التكييف واحداً فقط من ابتكارات كثيرة أتى بهبهاني بها إلى قصر الحكم، حتى نال لقب «المجهز الخاص لحضرة صاحب السمو الامير المعظم وكان ذلك فى عهد الشيخ المغفور له أحمد الجابر الصباح» وكانت عبارة بهذا المعنى تتوج أول أوراق حملت العلامة التجارية لمجموعة بهبهاني، وما تزال تلك العبارة موضع اعتزاز للمجموعة في الوقت الحالي.ذلك النجاح الذي حققه مراد بهبهاني وهو في الثلاثينات من عمره، لم يكن إلا واحداً من سلسلة نجاحات بدأها مبكراً جداً.يروي علي بهبهاني أن «التاجر الصغير مراد بهبهاني بدأ مهنته برأسمال متواضع ومن ثم ساعده البنك البريطاني للشرق الاوسط، البنك الوحيد الموجود في الكويت في حينها، على فتح اعتماد لاكمال الحلم الذي بدأه بالرغم أنه لم يكن مسموحاً فتح اعتمادات بأرقام ضخمة. وهو وقت لم يكن فيه التعامل يتم عبر البطاقات المدنية أو الجوازات السفر التي لم تكن تصدر عن أي جهة رسمية».رؤية بهبهاني تخطت الاهداف التجارية البحتة، فقد كان اعلامياً بالفطرة، نجح في تسخير الاعلام لخدمة أهداف تجارية، فكان السبب في اطلاق أول محطتي بث اذاعي وتلفزيوني في الكويت. ومن الولايات المتحدة الاميركية نجح بهبهاني في الحصول على وكالة مؤسسة «R.C.A» (راديو كوربوريشين اوف أميركا)، أدخل التلفزيون والاذاعة الى الكويت رسمياً من خلالها وقد كانت المبرر لاستخدام أجهزة الراديو والتلفزيونات التي كان يستوردها من الخارج ويسوقها ويبيعها في السوق الكويتي. فأنشأ محطة صغيرة للبث الاذاعي داخل سور الكويت القديمة، وكان يستخدم الاسطوانات والمطربين للبث والغناء طيلة النهار. كما قام بالامر نفسه بالنسبة للتلفزيون، فأحضر أجهزة للبث تعرض بعض الأفلام المصورة من شركة أميركان أويل كومباني ذات الـ16 مم، لم تكن قد عرضت بعد في السينما الكويتية. وكانت شركة «السينما» محتكرة في السوق، وبدأ الناس في الكويت يفضلون مشاهدة الافلام عبر شاشات التلفزيون على السينما، ما أغضب أعضاء مجلس ادارة شركة السينما ودفعهم لتقديم شكوى ضد بهبهاني الى الامير. الى ان قررت الحكومة شراء المحطة من مراد يوسف بهبهاني، وتحول فيما بعد الى تلفزيون الكويت.كان بهبهاني من أوائل الكويتيين الذين بدأوا العمل في مجال الاستثمارات الخارجية، فأنشأ محافظ استثمارية في الأسواق الأميركية والأوروبية واليابانية من خلال التنسيق مع «سويس بانك كوربوريشين»، كما كان له السبق في المجال الديبلوماسي والعلاقات الخارجية حيث عمل قنصلاً فخرياً للحكومة السويسرية في الكويت لمدة جاوزت الاربعين عاماً، كان يعطي تأشيرات دخول للكويتيين الى سويسرا لفترة طويلة خلالها، الى أن تم افتتاح قنصلية رسمية لها في الدولة فيما بعد. ويشهد لبهبهاني أنه أول من ذهب الى سويسرا، بالرغم من أن الكثيرين قبله زاروا لندن وباريس، الا أنه كان أول زوار سويسرا ما دفع باحدى المجلات السويسرية لنشر صورته على غلافها.كان بهبهاني يقول دائماً إن أساس التجارة يكمن في الثقة. تلك الثقة دفعت صانع الساعات والمجوهرات الشهير «كارتييه» إلى الاتفاق معه عام 2001، ليكون وكيلها في الكويت.هذا التاريخ المشوّق يُشعر علي بهبهاني أن عليه مسؤولية كبيرة لإضافة المزيد من البريق إلى المجموعة في يوبيلها الماسي. يقول «نحن سائرون على درب مراد يوسف بهبهاني وسنكمل وفقاً للمنهج الذي علمنا اياه وعلى الاخلاقيات والمبادئ التي تربينا عليها». ويضيف «أعتبر كل نجاح نحققه في المجموعة شيئاً من رد الجميل إلى مراد يوسف بهبهاني».توفي مراد يوسف بهبهاني في صيف العام 2005، وظلت الكويت تنعم بعده بالتكييف، وازدهر بعده الإعلام المرئي والمسموع، وظلت «بورشه» السيارة الرياضية المسيطرة في السوق الكويتية. وظل اسم «الرائد» الكويتي يلمع كبريق الألماس، وصوته مسموعاً بانتظام كدقة ساعة سويسرية. هكذا أقنع الأمير الراحل صباح السالم بأجهزة اللاسلكي للشرطةفي الولايات المتحدة، رأى التاجر الجديد، الذي بدأ لتوه العقد الثالث من عمره، الكثير من الابتكارات التي لم تكن عينه قد رأتها من قبل، ولم تكن أجهزة التكييف «كاريير» الاختراع الوحيد الذي أتى به من هناك، فهناك قصة طريفة يرويها نجله عن أجهزة اللاسلكي.رأى مراد بهبهاني الشرطة في نيويورك وهي تتواصل بالأجهزة اللاسلكية، فسأل عن الاختراع وحمل معه جهازين أتى بهما إلى الكويت، وعرض الفكرة على المغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ صباح السالم، الذي كان مسؤولاً عن «الداخلية» في ذلك الوقت قبل أن تنشأ الوزارات، فلم تشده الفكرة. عمد بهبهاني الى وسيلة أخرى لتسويق الاختراع، فعرضه على أحد الشيوخ ليستخدمه ورفاقه في رحلات الصيد، وهكذا كان. ذاع صيت الجهاز ووصل مجدداً الى الشيخ صباح السالم الذي عاد وطلبه من بهبهاني مرة اخرى، وزود به سيارات الشرطة.
ولمن اراد ان يطلع على الموضوع في جريدة الراي وبه بعض الصور الممتعة
http://www.alraimedia.com/alrai/Article.aspx?id=233632&date=23102010